يا قومُ عَزَّ من الفــراق تجلُّدي -- ثارت شجونُ الروحِ حتى خلتُها
أنّى تغيبُ و في شـرَايين الثّرى -- أنّى تغيبُ وفي ترانــيم الورى
حورُ الجنانِ تهـيّأت لعريسـها -- حملته للجنّـات يعبِقُ طـيبُـه
جرحٌ هنا عرسٌ هنـاك فزغردي -- فتدافعت أرواحُـهنَّ صـوادياً
قد سرتَ نحو الشمس تمنحها السَّنا -- وصعدتَ في درجـاتها حتى إذا
يا زهرةَ البركـان يا بدرَ الدُّجى -- ها قد ترجَّل فـارسٌ عن صهوةٍ
قـادَ الأنـام إلى العلا بجـهاده -- هذا أوانُ الثـأر يا جندَ الفـدا
ما حكّ جلدَك غيرُ ظفرك يا أخي -- أ شعلْ عروشَ الظـلم ناراً ولظى
واشفِ الصُّدور بألف رأس للعدا -- يـا ربِّ ألحقني شـهيداً بالأُلى
هل أُطفئت في الصبح جذوةُ أحمدِ -- فَجَرت عـيوناً في القلوب الجلمدِ
دمُك الطهــورُ يثُورُ ملءَ المرقدِ -- ألقيـتَ لحنَ العـابد المتهـجّدِ
زفّته بعد طـراوةِ الفـجر النّدي -- كفُّ الملائك عند باب المسـجدِ
وتضـوّئي لا تحفُــلي بالحسّدِ -- يرشِفن من كأس النعيم السَّرمدي
والشهبُ تدنو من ضياك وتغتدي -- جئتَ النجـومَ نزلتَ فوقالفرقدِ
انعَم فديتُك بالرضـاوالسُّـؤدد -- فبكت ظهـورُ الخيل جِلسةَ أحمد
فتوهَّـجت أنـوارُهم بالمرشـدِ -- هذا أوان الشـدّ فاشـتدي يدي
فاعمـدْ إلى نارٍ تُـثـارُ بأزندي -- واحرقْ ديـارَ الغـاصب المتمرّدِ
فرغامُهم لا يسـتوي والعسـجدِ -- فـازوا بشَـربةِ كـوثرٍ من أحمدِ