ofarid المشرف العام
عدد الرسائل : 416 العمر : 41 محل الإقامة : الدار البيضاء H/M الوظيفة : تقني لمحة : من ترك شيأ ًلله عوضه الله خيراً منها تاريخ التسجيل : 05/03/2007
| موضوع: *الصحبة الصالحة.. نور يهدي إلى النور* الجمعة 9 مارس - 8:49 | |
| *بين صخب الحياة وتكالب همومها، يبحث كل منا في صديقه على واحة يستأنس بها،ويستظل بأشجارها، ويرتوي من عذوبة آبارها لكي يواصل حياته؛ إذ تجمع الدنيا بين النعيم والشقاء، ويحتاج الإنسان إلى من يشاركه همه، ويقاسمه فرحه، ويستشيره في أمره، وهذا ما ينشده في رفيق الدرب. ولكن الكارثة أن تتحول هذه الواحة إلى مزرعة أشواك، ولا يلقى الإنسان الراحة حيث استودع صديقه قلبه، وآمنه على أسراره وطموحه وأحلامه؛ عندئذ يخسر الإنسان دنياه ويحمل نفسه المزيد من الأعباء والضغوط النفسية، ويفتقد من كان يتوقع أن يعينه على الخير وفعل الصالحات، ومشاركته في الحلوة والمرة.فكيف يختار الشباب أصدقاءهم؟ وما أهمية الصداقة اجتماعيا ونفسيا وخلقيا في حياة الإنسان؟ وهل وجود الأصدقاء في حياتنا مجرد قدر، أم أنه اختيار يحاسب عليه الإنسان، ويتحمل عواقبه؟ الوفاء والإخلاص أهم من "التدين"!*ومن جامعة الملك عبد العزيز بالسعودية، يشير خالد عمر الفين، طالب في السنة الرابعة بقسم تسويق كلية إدارة الأعمال: "هناك مواصفات مهمة أحتاج إليها في الإنسان الذي أصادقه، وليس بالضرورة أن يكون منها التدين. فالوفاء والإخلاص أهم، فماذا يفيد إن تعاملت مع شخص يدعي التدين وهو خائن".*ويحكي عن معاناته مع الأصدقاء حجي جابر، طالب علم الاتصال بالجامعة الأمريكية المفتوحة بلندن: "لقد عانيت سنوات ممن يسمون أنفسهم أصدقاء، وتجاهلت هذه المعاناة لسنوات، ولكن هذه المعاناة جعلتني أعيد النظر، وأعيد ترتيب أصدقائي.وفرزت الجميع واستبعدت معظمهم، ومن تبقوا يتصفون بما يلي: التقارب في الفكر والتوجه والطموح".أوضح أن التدين ليس من الصفات التي يبحث عنها في الأصدقاء؛ وعلل بقوله: "رغم أهمية التدين فإنني لست وصيا على الناس؛ لأني لا أرى نفسي أني بلغت هذا الأمر".أما أيمن العلي -طالب بكلية خدمة المجتمع بالسعودية- فيشير: "أهم ما أبحث عنه عند اختياري للأصدقاء هو حسن الخلق والاهتمام بالدراسة وعدم إهمالها. الصداقة.. ترسم ملامح الشخصيةالإنسان بطبعه اجتماعي ويتوق للصحبة ولا يمكنه الاستغناء عنها، وبما أن الصديق له الأثر الكبير على حياة الفرد والمجتمع، فما هي الاحتياجات التي تشبعها الصداقة، وكيف يتأثر الإنسان في حياته بأصدقائه؟أسئلة عن مفهوم الصداقة ومعاييرها، ألقيناها على طاولة الحوار مع الأستاذ أنور البرعاوي، محاضر بقسم علم النفس بالجامعة الإسلامية بغزة، فرد قائلا:** "لا أبالغ إن قلت إن الصحبة من المؤثرات الأساسية في تكوين الشخصية ورسم معالم الطريق؛ فإن كانت صحبة أخيار أفاضت على الأصحاب كل الخير، وإن كانت صحبة أشرار فمن المؤكد أنها ستترك بصماتها. قل لي من تصاحب أقل لك من أنت".وأوضح أن الصداقة من الأمور المهمة في حياة الشباب؛ فهي تشعرهم بالتوافق والتكيف مع البيئة المحيطة، وتلبي احتياجاتهم النفسية والاجتماعية. وأضاف: "فهي ساحة غنية بالخبرات والتجارب وصقل القدرات من خلال الانتماء للجماعة ومشاركة الآخرين. وتوفر الصداقة الأنس والاطمئنان النفسي، والشعور بالأمان والمشاركة الوجدانية، والإفصاح عن الذات وعن بعض المشاكل والهموم، وتلقى المساعدة في الشدة، والاكتساب والتنمية، وإعداد الشخص لمواجهة المجتمع". وشبّه البرعاوي الصحبة كالبيئة، فمن يعش في بيئة ملوثة ينل نصيبا وافرا من التلوث. ومن يترعرع في بيئة نظيفة يبقَ في مأمن. كما نوه بدور الأهل في اختيار أصدقاء أبنائهم وتوجيههم نحو الصواب وتابع شارحا: "يشير علماء النفس إلى بعض الأمور والمعايير التي لا بد وأن يأخذها الشخص بنظر الاعتبار عند بدء الصداقة؛ مثل التقارب العمري وتوافر قدر من التماثل بينهم من سمات الشخصية والقدرات العقلية والاهتمامات الإنسانية؛ إلى جانب الثقة بالنفس وقوة الشخصية. وقد أكد الإسلام على ضرورة توافر شرط التدين والخلق الإنساني الرفيع. صحبة الصالحين.. عنوان الفلاحالصديق الصالح هو عنوان الفلاح، وهو سبب للورود على باب الجنة أو سبب للصد عنه"، هذا ما أكده الشيخ عبد اللطيف بن هاجس الغامدي، داعية سعودي متخصص في قضايا الشباب. واستدرك: "من صلح فما صلح إلا بتوفيق الله ثم بإعانة الصديق الصالح، وما فسد من فسد إلا بإعانة من أعانه على معصية الله عز وجل؛ فالصديق الصالح هو عنوان السعادة؛ في الدنيا يذكرك إذا نسيت، ويعلمك إذا جهلت، ويعينك إذا أطعت، ويأخذ بيدك إلى كل خير. أما صديق السوء فهو الخذلان عند النوائب، وسبب لذهاب الجاه والمال، والمحبة لله تبارك وتعالى".وأضاف: "تأمل تأثير الصداقة في حياة الناس فستجد شبابا وقعوا في طريق المخدرات، وفتيات وقعن في حبائل المعاكسات، وكم من صالح انتكس وكم من مهتد ضل، والسبب في هذا هو صديق السوء!". وعن أثر مصاحبة المتدين وغير المتدين في تنشئة الشاب، وتصرفاته، وسلوكياته يبيِّن الغامدي: "نحن كتلة من المشاعر والعواطف والأحاسيس، ولسنا بخشب. نتأثر ونؤثر ونأخذ ونعطي، ونكتسب من طبائع الناس وأخلاقهم فإن كان الصاحب صالحا فلا بد أن يؤثر في مسلك العبد، ويؤثر في أقواله وأفعاله، ومعتقداته فيمن يصاحبه. واقرأ التاريخ تجد من أضل فرعون إلا هامان، ومن أضل أبا طالب عند الموت إلا أبو جهل. وانظر في نهاية كل من ختمت له بخاتمة الشقاء تجدأن له عونا على السوء أورده المهالك". وحول المعايير المثلى التي يختار بها الشاب أصدقاءه يذكر الغامدي: "من أهم تلك المعايير صحة معتقد الصديق وسلامة منهجه، واستقامة حاله وطيب أعماله، وكرامة أخلاقه وطيب شمائله وجمال فضائله". مضيفا: "إذا رأيت من يعينك على طاعة فالزمه، وإذا رأيت من يصدك عنها ففر من المجذوم فرارك من الأسد".وعن كيفية اختيار الأصدقاء وتقييم الناس لاختيار الخليل الصالح؛ يوضح الغامدي:"المعاشرة تولد التقييم لأنك لا تعرف أخلاق الناس إلا أن تتعامل معهم، ولكن صلاح المظهر في الغالب يخبر عن صلاح المخبر، وحرص الصديق في مجالات الخير، وذكر الناس الحسن له يوحي بحاله، وحقيقة أفعاله فانظر لصاحب المسجد، والزم صديق المحاضرة، وتشبث بزميل المحراب، وكن مع رفيق الدعوة، واستظل بضلال من استقام على شرع الله؛ فإن صداقته شجرة وارفة الضلال، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. | |
|
نسيم المشرف العام
عدد الرسائل : 446 العمر : 45 محل الإقامة : المغرب الوظيفة : مصمم لمحة : إبلاغ دعوة الله وإسماع كلمة الله والتعاون على الاستقامة على أمر الله تاريخ التسجيل : 05/02/2007
| موضوع: رد: *الصحبة الصالحة.. نور يهدي إلى النور* الجمعة 9 مارس - 10:33 | |
| بارك الله فيك صدق رسول الله : المرء على دين خليله فل ينظر أحدكم مما يخالل الله قيد لنا صاحبا نقتدي به ومرشدا لك ياأرحم الرحمين جزاك الله خيرأ أخي الفاضل على هذا الموضوع القييم | |
|